Page 63 - alamn
P. 63

‫تثمـــن المفوضيـــة التعاون المشـــترك مع‬             ‫وتداعياتهـــا التي يصعـــب تداركها حتى بعد‬            ‫الموصـــى بها لحمايـــة الأطفـــال‪ ،‬وكذلك‬
‫جامعـــة نايـــف العربيـــة للعلـــوم الأمنيـــة‪،‬‬     ‫انتهـــاء الصراعـــات‪ ،‬ليـــس بســـبب فقدان‬           ‫حول الضـــرر المرتبط ببعض الممارســـات‬
‫كمـــا تحـــرص المفوضيـــة على الاســـتمرار‬           ‫مئـــات من الأطفـــال لأرواحهم وطفولتهم‬               ‫والعـــادات والتقاليـــد الثقافيـــة التي يكون‬
‫فـــي هـــذا التعـــاون مـــع الجامعـــة؛ لمـــا‬      ‫وحياتهـــم الطبيعية فحســـب‪ ،‬وإنمـــا أي ًضا‬
‫لـــه مـــن أهميـــة فـــي عـــرض القضايـــا‬          ‫بســـبب الإشكالات النفســـية والاجتماعية‬                               ‫لهـــا ضـــرر علـــى الأطفال‪.‬‬
‫الإنســـانية وتحدياتهـــا لزيـــادة الوعـــي حول‬      ‫والتعليميـــة والصحيـــة الملازمـــة لهـــولاء‬                              ‫‪ .4‬المراقبة والتقارير‪:‬‬
‫هـــذه القضايـــا بالغـــة الأهميـــة؛ لمـــا لها‬
‫تأثير علـــى واقعنـــا؛ حيث تمثـــل المنطقة‬             ‫الأطفـــال لفتـــرات طويلة مـــن حياتهم‪.‬‬            ‫تعمـــل المفوضية مع شـــركائها على رصد‬
‫العربية وشـــعوبها الأكثر تأثـــ ًرا بالصراعات‬        ‫هنـــاك أهميـــة بالغـــة لـــدور المجتمـــع‬          ‫انتهـــاكات حقوق الإنســـان ضـــد الأطفال‬
‫المســـلحة الجاريـــة منـــذ ســـنوات طويلـــة‬        ‫الدولـــي وتضافـــر كافـــة الجهود فـــي الحد‬         ‫المتأثريـــن بالنـــزاع من خلال رصـــد التجنيد‬
‫مثل الحرب في ســـوريا‪ ،‬واليمن‪ ،‬والعراق‪،‬‬               ‫مـــن هذه الظاهرة الخطيـــرة؛ نظ ًرا لخطورة‬           ‫والإبـــاغ عنـــه للجهـــات التابعـــة للأمـــم‬
                                                      ‫تداعياتهـــا على الســـلم والأمـــن الدوليين‪،‬‬         ‫المتحـــدة المعنيـــة بحمايـــة الطفـــل‪ .‬كمـــا‬
                ‫وجنـــوب الســـودان وليبيا‪.‬‬           ‫وهنـــاك مســـؤولية تقـــع علـــى المجمتـــع‬          ‫تعمـــل علـــى تطويـــر القـــدرات المحليـــة‬
‫‪ -‬كيف تنظر المفوضية الســـامية لشؤون‬                  ‫الدولـــي فـــي التصدي لها وتوفيـــر الحماية‬          ‫لمتابعـــة ورصـــد حالـــة هـــؤلاء الأطفـــال‬
‫اللاجئيـــن للدعـــم الـــذي تقدمـــه المملكـــة‬      ‫للأجيـــال القادمة مـــن أجل بناء مســـتقبل‬
‫العربيـــة الســـعودية (دولة المقـــر) للعمل‬          ‫أفضـــل‪ .‬ويأتـــي ذلـــك مـــن خـــال تنفيـــذ‬                     ‫الذيـــن يحتاجـــون إلـــى الدعم‪.‬‬
‫الإنســـاني والإغاثـــي علـــى الصعيديـــن‬            ‫آليـــات المســـاءلة الجنائيـــة للمســـؤولين‬          ‫‪ .5‬وضع إستراتيجية للوقاية والاستجابة‪:‬‬
                                                      ‫عـــن عمليـــات تجنيد الأطفال فـــي مناطق‬             ‫تتبـــع المفوضية نه ًجا إســـتراتيج ًيا يشـــمل‬
                     ‫الإقليمـــي والدولـــي؟‬          ‫الصراعـــات المســـلحة‪ ،‬وضمـــان تنفيـــذ‬             ‫العمـــل الإنســـاني والتنمـــوي م ًعـــا بهدف‬
‫تقـــدر مفوضيـــة اللاجئيـــن الـــدور الريـــادي‬     ‫الإجـــراءات القضائيـــة العادلـــة‪ ،‬وهـــي‬           ‫جعـــل الحلـــول أكثـــر اســـتدامة ومعالجـــة‬
‫الـــذي طالمـــا قامت بـــه المملكـــة العربية‬        ‫وســـيلة أساســـية للحد من هـــذه الظاهرة‪.‬‬            ‫الأســـباب المؤديـــة للتجنيـــد ووضـــع آلية‬
‫الســـعودية فـــي دعـــم العمـــل الإنســـاني‬         ‫وتتحمل الــــدول المســــؤولية الرئيسـة عـن‬           ‫للحـــد من هـــذه الظاهرة‪ ،‬حيـــث يتم وضع‬
‫بشـــكل عـــام وقضيـــة اللاجئيـــن والنازحين‬         ‫تقديم مرتكبـي الانتهـاكات الجسـيمة ضـد‬                ‫إســـتراتيجية وقائيـــة بنـــا ًء على النقاشـــات‬
‫بشـــكل خـــاص‪ ،‬حيـــث قدمـــت علـــى مدار‬                                                                  ‫المجتمعيـــة مـــع الأطفـــال والأســـر‬
‫الســـنوات الماضيـــة دع ًمـــا إنســـان ًيا كبي ًرا‬                      ‫الأطفـــال إلـــى العدالة‪.‬‬        ‫المتضـــررة‪ ،‬كمـــا تشـــمل الإســـتراتيجية‬
‫لآلاف اللاجئيـــن مـــن خـــال دعـــم برامـــج‬        ‫‪ -‬إلى أي مدى أســـهم التعاون المشـــترك‬               ‫ســـبل تقديـــم المســـاعدات الطبيـــة‬
‫المفوضيـــة فـــي القطاعـــات الأساســـية‬             ‫بيـــن المفوضيـــة الســـامية لشـــؤون‬                ‫والنفســـية اللازمة لإعـــادة تأهيل الأطفال‬
                                                      ‫اللاجئيـــن وجامعة نايـــف العربيـــة للعلوم‬          ‫المتضرريـــن وتســـهيل إعـــادة دمجهم في‬
            ‫كالصحـــة والتعليـــم والمـــأوى‪.‬‬         ‫الأمنيـــة فـــي تعزيـــز الوضـــع الإنســـاني‬
‫كمـــا تقـــدم نموذ ًجـــا يحتـــذى فـــي البـــذل‬                                                                                            ‫المجتمـــع‪.‬‬
‫والعطـــاء ومد العـــون للمحتاجيـــن‪ ،‬وتعتبر‬                            ‫للاجئيـــن عرب ًيـــا ودول ًيـــا؟‬  ‫‪ -‬إلـــى أي مـــدى يمكن أن يســـهم التعاون‬
‫مـــن أكبـــر الـــدول المانحـــة التـــي تدعـــم‬                                                           ‫الدولـــي الفاعـــل فـــي مواجهـــة اســـتغلال‬
‫مفوضيـــة اللاجئين على مســـتوى العالم‪،‬‬                        ‫المملكة العربية‬                              ‫الأطفال في النزاعـــات من قبل الجماعات‬
‫وتجـــاوزت مســـاهماتها للمفوضيـــة خلال‬
‫العشـــر ســـنوات الماضيـــة ‪ 335‬مليـــون‬                   ‫السعودية من أكبر‬                                                    ‫المســـلحة والمتطرفة؟‬
‫دولار أمريكـــي‪ .‬وتجـــدر الإشـــارة للتعـــاون‬                                                             ‫إن تجنيـــد الأطفـــال فـــي خضـــم الحـــروب‬
‫الوثيـــق بيـــن مفوضيـــة اللاجئيـــن مـــع‬                ‫الدول المانحة التي‬                              ‫والنزاعـــات ليـــس أم ًرا جدي ًدا أو مســـتحد ًثا‪،‬‬
‫الجهـــات الحكوميـــة الســـعودية كوزارتـــي‬                                                                ‫ولكنـــه تحول إلى كارثة مع تنامي النزاعات‬
‫الخارجيـــة والداخلية‪ ،‬إضافة إلى التنســـيق‬           ‫تدعم مفوضية اللاجئين‬                                  ‫المســـلحة فـــي أماكـــن مختلفـــة حـــول‬
‫المســـتمر والتعـــاون المشـــترك مـــع‬                                                                     ‫العالـــم وظهـــور التنظيمـــات المتطرفـــة‪.‬‬
‫المنظمات الإنســـانية فـــي المملكة‪ ،‬مثل‬                   ‫على مستوى العالم‬                                 ‫وبأخـــذ التحديـــات الأمنيـــة والسياســـية‬
‫مركـــز الملـــك ســـلمان للإغاثـــة والأعمال‬                                                               ‫والاجتماعيـــة والثقافيـــة المتعلقـــة بهـــذه‬
‫الإنسانية والصندوق الســـعودي للتنمية‪.‬‬                                                                      ‫الظاهرة بعيـــن الاعتبار‪ ،‬ندرك أنه لا يمكن‬
                                                                                                            ‫لأي منظمة أن تفعل كل شـــيء بمفردها‪،‬‬
                                                                                                            ‫ومـــن هـــذا المنطلـــق تعمـــل المنظمات‬
                                                                                                            ‫الأمميـــة م ًعـــا للتصـــدي لهـــذه الظاهـــرة‬

‫‪63‬‬
   58   59   60   61   62   63   64   65   66   67   68